fbpx

مأساة الغوطة الشرقية

مأساة الغوطة الشرقية

في ظل حصارٍ شديدٍ ومحكم على الغوطة الشرقية بكاملها بما فيها مدينة دوما، تحركت فرقنا الإغاثية من أجل القيام بدورها الإنساني في تخفيف شدة هذا الحصار على أهالي وقاطني مدينة دوما،  فبعد القصف الشديد الذي تعرضت له المدينة، حاول الأهالي النجاة بأرواحهم ليبحثوا عن مكانٍ يعتبر أكثر أمناً من بيوتهم التي تنهال عليها القذائف صباح مساء، فسكنوا داخل ملاجئ غير مهيئة للحياة ليومٍ واحدٍ فكيف حالهم وقد تجاوز وجودهم فيها الثلاثة أسابيع.

توصيف المشروع ونتائجه

من هذه الاوضاع المأساوية برزت الحاجة للتوجه لأهلنا المحاصرين داخل الأقبية، والتي لا يمكنهم مغادرتها لحظة واحدة دون أن يتعرضوا للموت المحقق، ، فعملت "جمعية الأيادي البيضاء" من خلال فريقها المتواجد في الغوطة الشرقية و بدعم من "الرحمة العالمية" بدولة الكويت الشقيق، على تجهيز وجبات غذائية مطبوخة تتكون من العناصر الرئيسية التي يحتاجها الإنسان المتمثلة بالأرز واللحم، ومن ثم توزيعها على المحاصرين داخل الملاجئ، و بلغ عدد الوجبات الموزعة 7,000 وجبة استفاد منها 7,000 شخص من الأسر والعوائل الأشد فقرًا واحتياجًا، وذلك بعد دراسة حالاتهم وتقييمها. للتأكد من وصول الوجبات و المساعدات للمتضررين.

حصار ومعاناة

شاب عشريني في أحد الملاجئ يحدثنا عن قصته قائلًا:

 

أم وأطفالها الصغار:

"لم أتخيل يومًا أن أصل إلى الحال الذي أنا عليه اليوم، لقد كنت قبل اليوم شابًا بمعنى الكلمة منتظمًا في الجامعة ولدي أصدقائي وأحلامي الكبيرة، اشتعلت الحرب وتقطعت بي السبل وتركت جامعتي رغمًا عني"يردف قائلًا" لم تمنعني الأوضاع الصعبة عن إثبات ذاتي، حيث بدأت في استثمار هوايتي في التصوير الفوتوغرافي، موثقًا الأحداث وراسمًا للحقيقة عبر دلائل واضحة، لكن الأخطار المحيطة بي لم تترك لي فرصة لاستكمال دوري، حيث أصابت بإحدى القذائف، وتسببت في بتر قدمي وها أنا الآن عاجز عن الحركة لا أستطيع حتى مغادرة هذا الملجأ".
 
تصارع الأم البالغة من العمر الثلاثون عاماً من أجل توفير لقيمات بسيطة تسد بها جوع أطفالها الصغار.تقول " لم أعد أستطيع فعل شيء، لقد أصبحت في حالة استسلام شديد أطفالي يبكون من الخوف والقذائف والجوع، أحد أبنائي لديه فقر تغذية واعتمادي على الله وعليكم في انتشاله من هذا الخطر"
 

ومازلنا من أجلكم مستمرين

ما زالت الجمعية تؤدي دورها المنوط بها على أكمل وجه، دون النظر لأي اعتبارٍ سوى إنقاذ المتضررين، والأخذ بأيديهم نحو مساحات جديدة من الأمل والتعافي.