fbpx

الجسد الواحد لدعم الأسر المهجرة من المنطقة الشرقية

الجسد الواحد لدعم الأسر المهجرة من المنطقة الشرقية

التهجير هو أقسى أنواع العقاب الذي يمكن أن يعاني منه إنسان، ذلك أن المهجر يخرج من مكانه دون مقصد معين أو مأوى يمكن أن يشمله، وبالتالي فهو عرضة لكل الأخطار التي قد يصادفها، من هنا فإن الجهود الإغاثية العاجلة في سوريا تتوجه بشكلٍ كبيرٍ في جزءٍ منها إلى المهجرين من أراضيهم ومنازلهم والذين يكونون في ظروف بيئية شديدة القسوة.

التهجير وآثاره

أوضاع مأساوية تعانيها مدينتي الرقة ودير الزور من حيث القصف والاستهداف والمعارك الضارية الدائرة في أرجائها، الأمر الذي اضطر معه آلاف من سكانها للخروج منها إلى مناطق في ريف حلب الشمالي وريف إدلب، لينضموا إلى أعداد مهجرة سبقتهم إلى تلك الأماكن. كما أن موجات الشتاء القارس التي تضرب في تلك المناطق زادت من معاناة المهجرين وجعلتهم في أوضاع إنسانية صعبة، ما يتطلب تدخلا إنسانياً عاجلاً، وهو الأمر الذي لم تتأخر عنه "جمعية الأيادي البيضاء".

عن المشروع

بدعم من "الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية" وتحت شعار "جسد واحد" عملت "جمعية الأيادي البيضاء" على تقديم إغاثة شاملة وعاجلة لنحو 300 أسرة مهجرة من المنطقة الشرقية، من خلال تقديم مستلزمات شتوية ضرورية تضمنت 300 مدفئة مع مستلزماتها ونحو 40 ألف لتر من المازوت، بالإضافة لنحو 1,000 كسوة شتوية، وذلك سعياً للتخفيف من المعاناة و  شدة البرد القارس الذي يلاقونه، ليصل العدد الإجمالي من المستفيدين 1,500 مستفيد.

حالات إنسانية التقيناها داخل تلك التجمعات تحكي لنا بعضاً مما ألم بها.

 
أحد المستفيدين من المشروع يحدثنا عن حاله قائلاً: بعد أن تم تهجيرنا قسرا من بيوتنا ومدينتنا، نمت أنا وعائلتي وأطفالي في العراء بلا أي مأوى وسط أجواء شديدة البرودة حتى حصلنا على بعض الملابس الشتوية والتي منحت أجساد أطفالي  الدفء.يردف قائلاً"إننا في وضع مأساوي وغير إنساني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى"
 
رجلٌ في الأربعين من العمر حصل على مكان يسكن فيه هو وأطفاله لا يحتوي إلا على أبسط الاحتياجات الأساسية يحاول أن يشعل المدفأة ليشعر أبناءه بالدفء يحدثنا قائلًا: "لقد توفيت زوجتي نتيجة للقصف، والآن أنا أمام مسؤولية حماية أطفالي الأربعة من أي يصيبهم أي مكروه" يضيف: " السوء يحيط بنا من كل اتجاه، ولكن ما زال هناك أمل بأن الأمر لن يدوم طويلاً"
 
هنا ما أكثر الضحايا!"خرجت أنا وحفيدي من المدينة كان الطريق طويلاً وصعباً إلا أن تهجيرنا من المدينة كان أشد صعوبة فكيف سأحيا بعيدة عن بيتي وعن مدينتي ومن ثم ساد الصمت ولم تكمل حديثها"

مستمرين من أجلكم

إن الأوضاع التي يعاني منها أهلنا المهجرين، تحتم علينا أن نستمر بتقديم كل ما يمكننا من خدماتٍ تخفف عنهم المعاناة التي يعيشونها، متجاوزين بذلك أي صعوبات أو مخاطر قد تعترضنا مادام إنقاذ المحتاج هو غايتنا.