fbpx

الغوطة مدينةٌ تباد

أليس الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه؟!

أليس رسوله الكريم هو من قال "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به"؟!

فأي إيمانٍ سنلقى الله به إن لم ننجح في اختبارٍ وضع أمامنا!

أليست هي فسطاط المسلمين التي خصها الرسول الكريم بالخير فقال

"فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام"

هذه الكلمات ليست لانهم جائعون فهم لهم ربٌّ سيرزقهم كما رزق مريم عليها السلام

وليس لأنهم خائفون فمعهم الله وهو من سيأمَّنُ خوفهم كماأَمَّنَ  خوف نبيه وصاحبه في الغار

ولكن هي من أجل أن لانقف يوم القيامة موقف عتبٍ من الله على ما فرطنا وأضعنا حين يقول معاتباً

"يا إبن ادم ، مرضت فلم تعدني ، قال : يارب ، وكيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدى فلاناً مرض فلم تعده ؟ أما علمت انك لو عدته لوجدتني عنده ؟ ‏

فبعد حصارٍ دام ما يزيد عن 5 أعوام  لـ 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية، وتقييدٍ حرمهم من حرية التنقل فلا يسمح لهم بالدخول أو الخروج، حصارٌ لم يقتصر على السكان فحسب بل حتى المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية للمدينة فرض عليها مضايقات، و بات إمكانية إدخالها أمراً في غاية الصعوبة فلا يتم إلا عن طريق تجارٍ يتقاضون مبالغ طائلة، ما يؤدي لارتفاع أسعار  المواد، وإرهاق كاهل المعيل الذي  يعاني مسبقاً من أوضاع مادية سيئة نتيجة للظروف الحالية بعد أن فقد عمله ولم يعد يجد ما يكفي أطفاله للعيش الكريم.

واليوم تشهد أحياء الغوطة الشرقية قصفاً هو الأعنف منذ عام 2011 تم فيه استخدام مختلف أنواع الأسلحة حتى تلك المحرمة دولياً ، فحجم الكارثة أكبر من أن يوصف في كلمات فكيف هو حال من يعيشه صباح مساء.

فمنذ 14/11/2017 ولغاية 20/2/2018. تم توثيق 1714 غارة جوية، +11825 قذيفة مدفعية 1935 صاروخ أرض أرض، 47 صاروخ عنقودي، 24 خرطوم TNT، 15 صاروخ كلور، 13 صاروخ نابالم.

وفي يوم أمس فقط تم توثيق 137 غارة جوية بالطيران الحربي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بالإضافة لقصف بـ 44 برميل متفجر من الطيران المروحي وصواريخ أرض أرض، يضاف لها الصواريخ العنقودية المحرمة دولياً مع قصف براجمات الصواريخ. وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ارتكاب ما لا يقل عن 40 مجزرة خلال 3 شهور.

قصفٌ لم يرحم صغيراً ولا شيخاً كبيراً ينام من أخطأته صواريخ القتل بعد أن ترهق مسامعه من أصوات الدمار وأنين المصابين، عله يصحو فيجد أن ما يعيشه مجرد حلم،  صورٌ ترسل من هنا وهناك لأطفالٌ تتناثر أشلائهم بين أيدي ذويهم فلا يجدون غير العجز يمد لهم يد العون ليساندهم فهم غير قادرين عن إسعاف أطفالهم أو منحهم حياةً أكثر إنسانية.

جحيمٌ يعيشونه في أحيائهم، فلا يمر يومٌ دون ارتفاعٍ في أعداد القتلى والجرحى منذ بداية الهجمة على الغوطة، حتى تحولت أعداد الضحايا لأرقامٍ تعدُّ وتزداد، دون أن ننتبه إلى أن جميع الضحايا كان لهم  حياةٌ وأحلامٌ يودون تحقيقها، حيث تجاوز عدد الشهداء 1,488 مدنياً من بينهم 185 طفلاً و109 امرأة و ‏7 من كوادر الدفاع المدني و 10 من الكوادر الطبية.

كما أكد  المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير له أن أعداد القتلى قابلة للزيادة لوجود جرحى بحالات خطرة حيث قدر عدد الجرى يوم أمس فقط بـ 450 جريح وهناك عشرات المفقودين ‏تحت أنقاض الدمار ‏الذي خلفه القصف على الغوطة.

تسمع أصوات القنابل تسقط على بيوت آمنة فتهرع سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني لانتشال الضحايا والجرحى من تحت الركام ونقلهم للمشافي لتلقي العلاج، إلا أن المشافي هي أيضاً لم تسلم من هذه الهجمة الشرسة ، فقد أدى القصف خلال اليومين الماضيين إلى توقف 5 مشافٍ عن الخدمة بشكل كامل من بينها مشافي "سقبا، وحزة، والمرج".

كل ذلك يترافق مع أوضاعٍ إنسانيةٍ ومعيشيةٍ صعبة، في ظل انعدام ‏كل مقومات الحياة من ماءٍ وغذاءٍ ودفءٍ مع شتاءٍ لا يرحم. وما زاد الوضع سوءاً هو استهداف المناطق الحيوية والمحال التجارية حيث وثق ما لا يقل عن 108 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية توزعت على النحو التالي:

28 حادثة استهدفت لمساجد، و10 حوادث استهدفت منشآت طبية و 11 مدرسة و32 سوقاً شعبياً.

كما تم استهداف الفرن الوحيد في بلدة مسرابا، و تدمير مستودعٍ كبير للأغذية المخصصة للتوزيع على أهالي الغوطة فبات الشعب يحارب حتى بلقمة يسد بها جوعٌ يضنيه.

في ظل هذه الأوضاع اضطر الأهالي المحاصرين للهرب من الموت الذي يلاحقهم، فلجئوا إلى الأقبية والملاجئ غير المكتملة، والتي تفتقر لأبسط الامكانيات الصحية. مئاتٌ من العائلات تفترش الأرض لا غطاءٌ يحميهم من قسوة البرد ولا طعامٌ لمن يتضور جوعاً.

فهل من ناصرٍ لأنيين الأطفال وصراخ الأرامل

إن جمعية الأيادي البيضاء بكافة بكوادرها بالداخل والخارج ومستودعاتها ومكاتبها جاهزة للتحرك الفوري مع الجهات المانحة لتقديم المساعدات العاجلة جداً، كما أن مكتب الأيادي البيضاء في الشمال السوري والغوطة الشرقية مستعدة لتوصيل المساعدات للمحتاجين في تلك المناطق لنتمكن من إنقاذ الأبرياء من الموت وتخفيف مصابهم قدر الإمكان وإننا نسخر إمكانياتنا لخدمة هؤلاء المغلوبين على أمرهم، ونرجوكم الاستجابة بالسرعة القصوى واتخاذ ما يلزم في هذا الصدد وفيما الجدولين التاليين تجدون أهم الإحتياجات الأساسية مبينة على نحو مفصل

ساهم معنا في رفع المعاناة عن 5,000 أسرة من أصل قرابة 70,000 أسرة من المحاصرين في الغوطة الشرقية من خلال التبرع لهم:

أهم الإحتياجات للأسر المحاصرة في الغوطة الشرقية

المادة

السعر

سلة غذائية

75$

خبز

5$ للربطة الواحدة

وجبة عائلية مطبوخة

8$

كسوة للأطفال والنساء

48$

سلة طفل (500غ سيريلاك+500غ بسكويت+500 حليب)

20$

 

تبرع الأن لديك استفسار ؟؟ العودة لصفحة التبرع الإلكترونية