fbpx

يدٌ دافئةٌ في شتاءٍ قارسٍ

شعار الجمعية ملون

مع تصاعد موجات النزوح في ظل الحرب المستمرة في مختلف المناطق السورية، يضاف لها قدوم فصل الشتاء وما يحمله من معاناة للنازحين، تتضاعف الصعوبات التي يعيشها النازحون في المخيمات، والتي على الرغم من قساوتها المعيشية، إلا أنها باتت في كثيرٍ من الأحيان حلماً لمن لم يجد مكاناً يأوي إليه.

أرقام واحصائيات

بحسب خطة الاستجابة لسورية، والتي صدرت عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لعام 2016م، فإن توفير الدعم الخاص للحصول على المأوى والمواد غير الغذائية من أولويات احتياجات السّكان المتضررين من الأحداث.

وتعكس الأرقام المعلنة حجم المأساة التي يعانيها النازحون والمهجرون، حيث بلغ عدد الذين يعيشون بلا مأوى 2.3 مليون شخص، في حين أن 5.3 مليون شخص بحاجة إلى دعم بالمواد غير الغذائية.

ويعتبر الأشخاص – السكان والنازحون و المضيفون – الذين يعيشون دون مأوى، أو في المباني المتضررة، أو التي لم يكتمل بناؤها، أكثر عرضة لخطر التهديدات المرتبطة بعدم القدرة على تأمين سبل العيش ومواد التدفئة والمواد الخاصة بالشتاء.

أماكن التنفيذ

حصلت "جمعية الأيادي البيضاء" على خبرة تراكمية، من خلال عملها المستمر في توفير مستلزمات التدفئة للاجئين والنّازحين في برنامجها السنوي "شتاء دافئ" الذي يدخل عامه الرابع.

وفي هذا العام أطلقت "جمعية الأيادي البيضاء" حملة  الشتاء تحت عنوان "يد دافئة"، عملت من خلال فريقها المتواجد في الداخل السوري وفي مخيمات اللجوء، على إيصال المساعدات للمتضررين، في كلٍ من حلب حمص درعا ريف دمشق الساحل إدلب حماة في الداخل السوري، بالإضافة للمحتاجين في مدينة أنطاكيا بتركيا.

وقد تنوعت مستلزمات الشتاء الموزعة والتي يحتاجها فصل الشتاء لتخفف من قساوة البرد، حيث تضمنت حملة "يد دافئة" مواد متنوعة شملت توزيع 9.300 بطانية، 3.000 جاكيت شتوي، 623 طناً من الحطب، 832 فرشة، 5.447 مدفأة، 142.486 لتر من وقود التدفئة، 882 كسوة شتوية، 682 موكيت للأرضية، ليبلغ عدد المستفيدين من هذه المواد 96.259 شخصاً من المتضررين في سوريا وتركيا.

حالات إنسانية

التقينا بشاب في العشرين من عمره وهو أحد المستفيدين من وقود التدفئة يحمل مخلفات القذائف يحدثنا قائلاً:

 

بينما حاجة تسكن في بيت من توتياء هي وأبنائها الخمسة، البرد بلغ أشده داخل المنزل. وبينما يجهز لها فريق الأيادي البيضاء المدفئة تحدثنا:

اعمل في جمع المعادن التي تخلفها الصواريخ والقذائف وأعمل على تحويلها لأجهزة تتمكن من توليد الطاقة الكهربائية، أحصل من خلالها على بعض المال الذي يعينني على تجهيز بعض مواد الشتاء لتدفئة المنزل فبرد الشتاء لا يرحم.يتابع قائلاًمنذ مايقارب الشهر تمكنت من شراء مدفأة إلا أنه ينقصها مواد التدفئة، واليوم بفضل الله حصلنا على بعض المحروقات لتدفئة المنزل.
 
أحاول تدفئة المكان بأي شي يمكن أن يمنح أطفالي الدفء، نخرج في الصباح نبحث عن أي شيئ يتوفر في الخارج من حطب أو أوراق شجر بحيث نستعين به في المساء بتدفئة البيت ليخفف بعضاَ من البرد.
 

ومازال الاحتياج مستمر

 

إن توالي الأحداث وعدم وجود حدث يشير لموعد انتهاء الحرب في سوريا، يضع على عاتقنا مسؤولية الاستعداد وتجهيز كافة الإمكانيات، التي تلبي الاحتياج في الأعوام القادمة، بما يساعد أهلنا المتضررين في التخفيف من معاناتهم.