الهدف
مصطفى طفلٌ لم يتجاوز بسنوات العمر السبعة أعوام، إلا أن الأوجاع التي يعاني منها تفوق سنين عمره، وعلى الرغم من المعاناة التي يعيشها فإن ابتسامته لا تفارق وجهه.
لك أن تتخيل حجم الألم لطفلٍ فقد بصره وفي كل يومٍ تتساقط أجزاءٌ من جسده و تتحول لأشلاءٍ تتناثر يمنةً ويسرة، دون تشخيصٍ دقيقٍ لهذا المرض وكيفية علاجه.
فخوف الأم على ولدها من تكرار خطأ طبي تعتقد أنه السبب في حالة ولدها، يضاف له عدم توفر الإمكانيات في المناطق التي يعيش فيها والتي تفتقر لأبسط المعدات الطبية، بات يهدد حياة مصطفى ويزيد من آلامه.
ليس مرض مصطفى فحسب ما تعاني منه العائلة، فبعد أن هجرت من مدينتها نتيجة للقصف الذي تعرضت له، وجدت نفسها في العراء، فما كان منها إلا أن بحثت عن مأوى يحتمون فيه. إلا أنها لم تجد سوى مكانٍ كان معدٌ سابقاً للأغنام فعملت الأم على تنظيفه و تجهيزه قدر الإمكان، عله يحمي أطفالها من الموت الذي هربوا منه.
في كل ليلةٍ تغفو الأم على أملٍ أن يستيقظ مصطفى ذات يومٍ معافى من أوجاعه وكلها تفاؤل أنها ستصحو وهذا الحلم قد تحقق.